إن الانسان لربه لكنود - العاديات
لست بجاحد
......
اللهم انهم شقوا علينا فاشقق عليهم يارب العالمين
كنت ممن شارك في المسيرات الاولى ومع حراك
الشباب والامة قبل عام او عامين، وكنت اشعر بالمرارة أو الضيقة لخذلان بعض الناس ووجود
بعض الشباب ممن يهاجم الحراك بدون اي معنى، كنت اعلم انهم ليسوا مع السلطة، وكان
بعضهم يظن انهم اذكى من الجميع بصمتهم وعدم اتخاذ موقف من كل مايحدث، فهم الاذكى لأنهم
"لا مع هذا ولا مع هذاك".
الوازع الديني لبعض هؤلاء الشباب ايضاً شجعهم
على الاستمرار فيما هم عليه. وكنت استغرب في أي دين يتم تبرير ذلك الصمت او
الخذلان والقبول بكل مايجري على الساحة من تشرذم وفساد وكل انواع المشاكل التي
تواجه اي مجتمع او بلدة.
فبالرغم من أن عدم المشاركة في تلك الفترة
كان بمثابة الخذلان والقبول بواقع سيئ الا ان البعض وفي منتصف حراك الامة رفض ان
يصمت وبدأ يهاجم من هم ضده او ليسوا على منهجه.
قد يعذر من صمت من هؤلاء الشباب لاي سبب كان،
إما لجهل عن مجريات الاحداث او تردد، او خوف، او اي سبب آخر، لكن ان تهاجم من
يتحرك من شباب الحراك فانت اما في خندق الطرف الآخر او انك بدون ادراك حقيقي
تساعدهم بطريقة غير مباشرة.
المهم كنت استغرب من أين اتوا بالمسوغ الديني
لهذا، من هم رجال الدين الذين يأخذون منهم، ان صح التعبير الذين جذبوا الشباب لنظرية
السكوت التام، وان نصبح كالغنم، نأكل ونشرب وننتظر يوم النحر، وعدم التخندق تحت أي
راية، فبعضهم أيضاً كان يردد بأن لا جدوى من الحراك او عمل المعارضة لانهم لا يروا فيهم اي مصداقية، وغير مقتنعين بجدوى الحراك. وهذا العذر بالتحديد مقبول لمن يريد ان يبحث ويعرف
الحقيقة، لكن الاخرين فضلوا السكوت لفترة وياليتهم سكتوا فقط.
لم اكن اضغط على الشباب في كثير من القضايا، ليقيني ان خروج اي شخص
للمظاهرات كان يجب ان يكون مبني على قناعة راسخة من الشخص نفسه، حتى وقعت عيني بالصدفة على فكر الجامية، وبعد فترة شرحت لبعض هؤلاء الشباب
عن فساد هذا المنهج او النهج، الا اني قوبلت باستهزاء وجمود وبدون رد شافي، فقررت
ان اكتب باختصارعن هذا الفكر او التيار الخبيث.
في البداية حاول بعض الشباب تنبيهي لقضية المصائب
والجحود بالنعم، حتى وصل الامر الى انه وبعد عودتي من إحدى المسيرات في يوم ما في
سنة 13-2012 وبطريقة غير مباشرة سئلت عن معنى الاية (إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) –
العاديات.
وهل اذا كنت اعرف المعنى لكلمة كنود ام لا ؟ هل كنت اذا خرجت للشارع وشاركت
الناس بالتظاهر فاني بذلك اكون جاحد بنعم الله أم لا ؟
اقول حدث هذا بعد عودتي من المسيرة، فاترك عنك تأثير الضرب
والاعتقالات والغاز، والمشاعر المختلطة، من اعتقل وكيف، واعلان من تم اعتقاله ولماذا
هذا التعامل مع مظاهرات سلمية، فجأة تأتيك قضية اكبر مما تتصور، وفي ظل احداث
متسارعة.
بصراحة لم اكن اعرف المعنى بدقة، وبحثت فوجدت الاتي في
تفسير ابن كثير:
قوله تعالى: إن الإنسان لربه
لكنود. هذا هو المقسم
عليه، بمعنى أنه لنعم ربه لكفور جحود، قال ابن عباس ومجاهد: الكنود الكفور. قال
الحسن: الكنود هو الذي يعد المصائب وينسى نعم اللّه عليه.
يقول أيضاً السعدي في تفسيره :
قوله: (
إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) أي: لمنوع للخير الذي عليه لربه.
فطبيعة الإنسان وجبلته، أن نفسه لا تسمح بما عليه من
الحقوق، فتؤديها كاملة موفرة،
بل
طبيعتها الكسل والمنع لما عليه من الحقوق المالية والبدنية،
إلا من هداه الله،
وخرج عن
هذا الوصف إلى وصف السماح بأداء الحقوق،
( وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ) أي:
إن الإنسان على ما يعرف من نفسه من المنع ،
والكند
لشاهد بذلك، لا يجحده ولا ينكره، لأن ذلك أمر بين واضح.
ويحتمل
أن الضمير عائد إلى الله تعالى أي: إن العبد لربه لكنود،
والله
شهيد على ذلك، ففيه الوعيد، والتهديد الشديد،
لمن هو
لربه كنود، بأن الله عليه شهيد.
كانت صدمة لي، هل هذا تفسير صحيح وينطبع على كل من خرج للتظاهر؟ هل فعلاً كفرت بنعم الله عز وجل بسبب
خروجي للشارع ؟ هل كلنا كفار الان ؟ هل اصبحت اعد المصائب فقط ونسيت نعم اللّه علي؟
او ارفض الخير من الله ؟ وهل صلاتي وكل عباداتي ذهبت مهب الريح لمجرد خروجي مع
اناس يطالبون بأي مطلب كان؟
طيب وماذا افعل وماهو البديل اذا كنت مع اي توجه إصلاحي او اننا نريد
اصلاح مشاكل كبيرة وكثيرة في هذا البلد ؟
بعد تلك الحادثة بفترة زمنية طويلة تفاجأت بمصيبة أخرى، وهي عدم جواز
الدعوة على الظالم مهما بلغ من ظلمه.
يعني لاتخرح للشارع ولا تستنكر اي عمل لانك قد تكون بذلك كفرت، طيب
واذا لم تخرج وسمعت الكلام فلا يجوز لك حتى ان تدعو.
هل نحن بشر أم قطيع من الغنم؟ ماذا بالضبط يريد منا بعض هؤلاء الشباب
؟ لاتخرجوا الى الشوارع ولا تدعو؟ طيب هل لنا حقوق على من يحكموننا ؟ ام نحن في
ثكنة عسكرية نلبي الاوامر بدون اي إعتراض؟ طيب هل لنا حقوقنا مسلوبة ؟ طيب كيف
سيتغير حالنا ؟ هل اذا طالبت بأي حق من حقوقي كمواطن أصبحت جاحد ؟ طيب واذا كانت
لي حقوق مسلوبة ورضيت بمنهجكم كيف سأصل الى هذه الحقوق؟ والان حتى الدعوة ممنوعة.
كيف تم تبرير كل ذلك بغطاء ديني ؟
طيب وماذا عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً
فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.
هل الدعوة في القلب هنا على المنكر بذاته ام من سمح في وجود هذا
المنكر ان يستمر؟
في إحدى النقاشات وفي موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) حاورت طالب علم
جامي، محلي الصنع هنا في الكويت، وسألته: انت تقول اصبر على الظلم، جيد، اصبر الى
متى؟ هل هناك فترة زمنية، ام هي مفتوحة؟ فلم يجب، فقلت له انا صابر حتى الان عشر
سنين، هل تكفي؟ الى متى تريدني ان اصبر؟ فلم يجيب، واستمريت معه ثلاثة ايام على
هذا السؤال، ولم يجب، الى متى اصبر؟ فاستنتجت ان الصبر عندهم على طول والى ما لا نهاية.
يقول استاذ دكتور سعد الخثلان (بالمناسبة هوعضو
في هيئة كبار العلماء في السعودية) يقول في تغريدة له:
الدعاء على المسلمين لايجوز إلا في حق
المظلوم على ظالمه كما قال الله تعالى ( لايحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من
ظلم).
كنت قد تذكرت رواية الفاروق ورواية "لقومناك
بالسيف"، فوجدت ان بعضهم يرى انها ضعفية، او على الاقل ذلك مايردده البعض،
لكن ماذا عن هذه الرواية وفي حديث صححه الالباني :
"روى أبو يعلى والطبراني عن أبي
قبيل قال: خطبنا معاوية في يوم جمعة فقال: إنما المال مالنا والفيء فيئنا، من شئنا
أعطينا, ومن شئنا منعنا، فلم يرد عليه أحد، فلما كانت الجمعة الثانية قال مثل
مقالته، فلم يرد عليه أحد، فلما كانت الجمعة الثالثة قال مثل مقالته، فقام إليه
رجل ممن شهد المسجد فقال: كلا, بل المال مالنا والفيء فيئنا، من حال بيننا وبينه
حاكمناه بأسيافنا، فلما صلى أمر بالرجل فأدخل عليه، فأجلسه معه على السرير، ثم أذن
للناس فدخلوا عليه، ثم قال: أيها الناس, إني تكلمت في أول جمعة فلم يرد علي أحد،
وفي الثانية فلم يرد علي أحد، فلما كانت الثالثة أحياني هذا أحياه الله، سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيأتي قوم يتكلمون, فلا يرد عليهم، يتقاحمون في
النار تقاحم القردة ـ فخشيت أن يجعلني الله منهم، فلما رد هذا علي أحياني, أحياه
الله، ورجوت أن لا يجعلني الله منهم."
وبعد البحث في وقت آخر، وجدت هذه المقابلة من
إحدى الصحف الصفراء المحلية للسنة الماضية:
" حذر رئيس رابطة علماء الشريعة
بدول مجلس التعاون د.عجيل النشمي عن الجامية أو المدخلية وهي فرقة ظهرت حوالي عام
1411 - 1990 في المدينة المنورة على يد الشيخ محمد أمان الجامي الهرري الحبشي،
والشيخ ربيع بن هادي المدخلي، والأول مختص في العقيدة، والثاني مختص في الحديث.
ويقول النشمي ان فكرهم قائم على عدة
مبادئ خاطئة ومنها مبدأ التجريح للعلماء الكبار وهذا الذي أورث جفوة بينهم
وأقرانهم من أهل العلم وتأثر بمنهجهم بالجرح تلامذتهما فبالغوا أشد المبالغة
وجعلوا من التجريح لكبار العلماء منهجا، وهذا الذي من أجله صدرت الأحكام والبيانات
والفتاوى في التحذير منهم.
وأضاف د.النشمي انه لا يجد فرقة مثل هذه الفرقة الخطرة،
التي تخصصت في تجريح العلماء والجماعات والأحزاب في كل بلد مهما كانت مكانة هؤلاء
العلماء والجماعات والأحزاب ولو كانوا من أهل السنة، وخطورتهم أشد ما تكون في هذا
العصر الذي تحتاج فيه الأمة الى وحدة صفوفها وتوحيد كلمتها والتقارب بين جماعاتها
في وجه خصوم الدعوة والدعاة.
في هذا الوقت الحرج ظهرت هذه الفرقة
وجعلت همها من حيث الواقع تجريح علماء الفقه والدعوة من السلف والاخوان وغيرهم. فهم
يجمعون تسجيلات ومقالات وخطب الفقهاء والدعاة ثم يبدأون بالنقد الجارح ويحملون
عباراتهم مالا تحتمل، ويحملونها على أسوأ المحامل الجارحة ويستخدمون عبارات نابية
غير معهودة بين العلماء ولا بين طلبة العلم، ويتدرجون في التجريح يبدأون بتبديع
الفقهاء والدعاة والجماعات، ثم تفسيقهم، ثم وصفهم بالخوارج، ثم اخراجهم من أهل
السنة والجماعة.
وتابع د.النشمي العجيب ان المغالاة في حربهم على الجماعات
جعلتهم يقفون ضد كل ما تراه الجماعات حقا وواجبا شرعياً فالتغييرات في العالم
الاسلامي سواء في ليبيا أو تونس أو مصر أو اليمن كلها باطلة عندهم، لأنها خروج على
الحاكم، ومازالوا يقولون ان القذافي كان ولي أمر وما كان من الجائز شرعا الخروج
عليه.
ولفت النشمي إلى ان أول من تنبه الى خطورة هؤلاء هم علماء
المملكة العربية السعودية وبخاصة هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث
العلمية والافتاء، وغيرهم من العلماء. وخاصة بعد ان نال الجاميون من مقام العلماء
الكبار من هيئة كبار العلماء ومن غيرهم."
انتهى الاقتباس وأشك بأن شباب اليوم تهمهم قضية التجريح والنقد
للعلماء، ولا اجد أهمية غير ان هذا التيار الجامي خطر سرطاني على الامة، بل خطره
اكبر من أي خطر آخر.
وجدت أيضاً في منتدى الشبكة الوطنية الكويتية
الاقتباس او الملخص الثاني عنهم:
" أول ظهور الفرقة الجامية ،
كتجمّع منظـّم، له كتبه ورجاله ومنابره ومجلا ّته وقنواته ، كان في أفغانستان مع
حزب الشيخ " جميل الرحمن " في ولاية كونر، حين انفصل الشيخ جميل الرحمن
عن الشيخ سياف، بحزب يدعمه ذو التوجه السلفي في الجزيرة العربية وغيرها، وانحازوا
له، ثم اكتملت خطوط التيار والفرقة فكريا وتشكلت، بعد غزو العراق للكويت وحشد صدام المقبور لجيوشه على
حدود المملكة فأفتى العلماء وعلى رأسهم الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز (رحمه الله)
بجواز الاستعانة بالكفار لدفع المعتدي ولحماية الدين والدولة من شره. فلم يكن إلا
أن كثيراً من الأحزاب عارضت العلماء ورفضت هذه الفتوى فكان الشيخ محمد أمان الجامي
من أبرز العلماء الذين تصدوا بالرد على الأحزاب والجماعات التي رفضت هذه الفتوى
واعترضت عليها. ولهذا ينسب إليه هذا التيار.
وصار الشيخ محمد أمان يحاضر ويهاجم من
له رأي في مسألة الاستعانة، حتى قال عنه احدى شيوخ الدين آنذاك بأن محمد أمان كان رجل
أمن ومباحث."
ظهر قبل سنة او عدة اشهر مقطع فيديو لرئيس
الهيئات في الدولة الشقيقة وهو يتكلم عن الجامية وبتحد كبير يدافع عن هذه الفئة،
وطبعاً ربعنا بالكويت علقوا على آخر جملة فيها وبالتحديد الجزء "اذا سقطت
الدولة لن يحموا مؤخراتهم"...واخذ الكثير يمزح او يستهزأ في هذه الجملة،
ونسوا اخطر ماجاء في المقطع، واهم ما جاء فيه قوله: الكل جامية، الكل مخابرات.
وهنا الكارثة، صدام المقبور كان له جيش من
الجواسيس، هل أصبحنا مثله ؟ هل اصبحنا كلنا جواسيس للحاكم؟ لماذا يحتاج الحاكم جيش
من الجواسيس؟ ولماذا الاستهانة بهذا الشكل وبجملة "كلنا مخابرات" ؟ او
الاستغفال عنها ؟ وربطها بكل وضوح وصراحة بالجامية ؟ هل هو اعتراف رسمي بان
الجامية ماهي الا ذراع للسلطة سواء بالحق او الباطل وتستغفل فيه الناس بالورع
والتقوى وبنفس الوقت تستفسر وبكل براءة أين ذهبت هذا المساء ؟ ومع من جلست ومع من تحدثت؟
واليوم ومع اختلاف الكثير مع تنظيم داعش،
وانا منهم، الا انني شاهدت خبر مفاده ان وزارة الداخلية تشكر الاهالي الذين يبلغون
عن ابنائهم المنتمين او المتعاطفين مع داعش. والمضحك هو تعليق بعض الناس على الخبر
بالقول بانه واجب شرعي قبل ان يكون واجب امني.
يا سلام واجب شرعي مرة وحده! ان تصبح واشي
على الناس من الشرع! اي دين هذا، وكيف اصبح شرعي ؟
طيب وأين واجبك الشرعي من الفساد المالي
والقضائي والاداري والسياسي في البلد؟ أين واجبك الشرعي في السرقات والرشاوى
والعهر الاعلامي ؟ كيف جعلتموهم من الشرع ان تكون مخبر والله طلب منا الستر ؟
طيب اذا الكل جواسيس والكل يعمل من اجل الامن
والحاكم، ماوظيفة العسكر والمنتمين الى الداخلية ؟ الحفلات والدورات الخارجية ؟ ولماذا
يجب ان يكون هناك دور للمشايخ من هذا العمل الاستخباراتي ؟ وهل هناك حلقة مفقودة مثل
الدور الاجتماعي ودور المجتمع او الاعلام المحايد في توضيح كل هذه الامور ؟ ام ان
الموضوع فقط امني ؟
تبقى هنا نقطة مهمة يجب ان تكون في ذهن من
يقرأ هذا المقال، الدعوة الى نبذ ومحاربة هذا الفكر الجامي الضال والمفسد، ليس
الغرض منه اكرر ليس الغرض منه الدعوة الى الانضمام الى الحراك او الذهاب
الى جبهات الثغور،
فشباب الحراك يعرفون ماذا يريدون ومن معهم،
وكذلك المجاهدين.
وحتى اكون دقيق هنا وليس بالضرورة من منطلق
فهم شرعي راسخ، ببساطة انا لست بجاحد لنعم الله عليي عندما اسعى لنيل حقوقي، ولاني ارى الخروج للتظاهر عمل لا يأتي بالفوضى وهو عمل
بسيط مقارنة بحجم المشاكل المتراكمة التي نعيشها، بمعنى من يخرج للتعبير عن أي
حالة استياء لايخرج من الملة ويصبح كافر من وجهة نظري الغير شرعية، ولاحظ هنا ان كل
اشكال التيارات السياسية تقريباً نزلوا للشارع في تلك المسيرات، الاخواني والسلفي
والعلماني والليبرالي فهل كل هؤلاء كفار وعلى خطأ وفكر الجامية هو الصحيح ؟
الغرض أيضاً من هذا كله هو محاولة توضيح
حقيقة الامر من هذا الفكر الفاسد والمفسد، وبأن هذا التيار او هذه الممارسات التي
تأتي بلباس ديني ليست من ديننا الحنيف، واذا كانوا يطلبون من الناس ان ينصحوا
الحاكم بالسر فمن اولى ان ينصحوا الناس بالسر ايضاَ، وفي كلا الحالتين هي دعوة غير
ملزمة، بمعنى النصح بالعلانية لايكفر ولايخرج من الملة، ولا يمكن القبول بأن جميع
النصح يجب ان يكون بالسر. واقول للبقية الاخرى والمتربصون اتقوا الله فينا يا قوم فنحن شعوب تريد حقوقها فقط ولسنا قومٌ باغون.
يقول الفاروق عمر الخطاب:
أسعد الولاة من سعدت به رعيته وأشقاهم من شقيت به رعيته
ومن حجب بينه وبين رعيته حجب الله بينه وبين الجنة يوم القيامة
وهنا ادعو بعض الشباب بل والجميع للتفكر في هذا الحديث:
عن عائشة رضي الله عنها قالت سَمِعْتُ
مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ فِى بَيْتِى هَذَا «
اللَّهُمَّ مَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ
فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ
فَارْفُقْ بِهِ ». - رواه مسلم
منقول:
لقد دعا النبي عليه الصلاة والسلام على
من ولي من أمر أمته (شيئاً) فشق عليهم .. بأن يشق الله عليه .. فماذا ينتظر من
(شقّ) على المسلمين في أمورهم ، فضيق عليهم في (دينهم) أو (دنياهم) أو في (كليهما)
؟
قال النووي في شرح هذا الحديث : (هَذَا مِنْ أَبْلَغ
الزَّوَاجِر عَنْ الْمَشَقَّة عَلَى النَّاس ، وَأَعْظَم الْحَثّ عَلَى الرِّفْق
بِهِمْ ، وَقَدْ تَظَاهَرَتْ الْأَحَادِيث بِهَذَا الْمَعْنَى).أ.هـ
كثيرون لم يعقلوا هذا الدعاء ، وربما
البعض لا يعني لهم الكثير أو القليل ! وذلك بلسان حالهم .. وقد يكون بلسان مقالهم
..أحياناً ! وبالتالي فإنهم
لم يحرصوا بأفعالهم وتصرفاتهم وما تهيّأ لهم لبذل الأسباب التي تجعلهم في نأي وبعد
عنه .. فكان لا بد من التذكير ولفت الانتباه ــ بقدر الإمكان والمستطاع ــ لتكن
لهم عبرة فيما يعايشونه.. وما يرونه أو يسمعونه.. وإن الجزاء من جنس العمل ..
انتهى
ختاماً، اقول لبعض الشباب قد ينفعكم اليوم
صمتكم، وقد تنفذ بجلدك من كل الاحداث، لكن انتبه فانك تؤثم على الخذلان وفتنة
التثبيط، فما بالك بالذين يهاجمون بدون علم او وعي.
*****